الأحد، 8 مايو 2011

 سيدتنا زينب العظيمة عليها السلام تجاوزت الألم والالام في جنب حضرة الله التي هي أغلى من كل ماسواها..لحظة استشهد سيدنا الحسين عليه السلام قالت بثبات:" اللهم تقبل منا هذا القربان"..هي عليها السلام, سليلة ييت النبوة والأنوار المحمدية, تدرك أن مهر الحضرة الربانية غال, وانه لولا الاختبار لادعى الكل الحب والود

 لنا فيها إسوة لا تقدر بثمن, لنتجاوز الالام مادمنا في حضرته عز وجل ولنثبت في حضرته ونسأله الثبات فالبعد عنه والتراجع عن معيته هو الفقدان الحقيقي

الخميس، 5 مايو 2011

ما رأيت إلا جميلا




ما رأيت إلا جميلا" هذه كانت إجابة زينب رضي الله عنها بعد دخولها على الطاغية 


عبيد الله "ابن زياد الذي سألها شامتا : " كيف رأيت صنع الله بأخيك. "


"أيها الناس، إن الله بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وخصه بالرسالة، 


وحباه بالوحي، فصدع بأمر الله، وأثبت حجته: وأظهر دعوته. وإن الله –جل ثناؤه-




 خصنا بولادته، وجعل فينا ميراثه، ووعده فينا وعدا سيفي له بعد فقبضه إليه محمودا 


لا حجة لأحد على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وسلم، فلله الحجة البالغة، فلو


 شاء لهداكم أجمعين. فخلفه الله جل ثناؤه بأحسن الخلافة، غذانا بنعمته صغارا، 


وأكرمنا بطاعته كبارا، وجعلنا الدعاة إلى العدل، القائمين بالقسط. المجانبين للظلم. 


ولم نمل – إذ وقع الجور- طرفة عين من نصحنا أمتنا، والدعاء إلى سبيل ربنا جل 


ثناؤه. فكان مما خلفته أمته فينا أن سفكوا دماءنا، وانتهكوا حرمتنا، وأيتموا صغيرنا، 


وقتلوا كبيرنا، وأثكلوا نساءنا، وحملونا على الخشب، وتهادوا رؤوسنا على الأطباق،




 فلم نكل ولم نضعف، "بل نرى ذلك تحفة من ربنا –جل ثناؤه- وكرامة أكرمنا بها، 


فمضت بذلك الدهور، واشتملت عليه الأمور، وربي منا عليه




 الصغير، وهرم عليه الكبير" "جد الشرفاء سلطان فاس القطب الولي مولاي ادريس.










الأحد، 24 أبريل 2011


                   تعرفي على سيدتنا زينب عليها السلام








ألقابها:
حملت السيدة زينب عليها السلام تدبير أمور أهل البيت، بل الهاشميين جميع، بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام، فلذلك لقبت بعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبين. وهي التي لقبت: بالعقيلة، والمؤثقة، والعارفة، والعالمة غير معلمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل عليّ، والسيدة وهو اللقب الذي اذا اطلق لا ينصرف الا عليه، وهي كريمة الدارين، جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية، وكانت عند أهل العزم أم العزائم، وعند أهل الجود والكرم أم هاشم، وكثيرا ما كان يرجع اليها أبوها واخوتها في الرأي، فسميت صاحبة الشورى، كما كانت دارها مأوى لكل ضعيف ومحتاج، فلقبت بأم العواجز.

  العبادة:
 كانت السيدة زينب عليها السلام مثالا حيا من مثل أهله، فكانت صوامة قوامة، قانتة لله تعالى تائبة اليه، تقضي أكثر لياليها متهجدة تالية للقرآن الكريم، ولم تترك كل ذلك حتى في أشد الليالي عليها كربا وهي ليالي كربلاء، فكانت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيته، يقطعون الليل في تلاوة القرآن والعبادة، لا تغفل لهم عين ولا يهجعون. وما تركت نوافلها الليلية حتى في يوم استشهاد أخيها الامام الحسين واليوم الذي يليه، رغم المصائب والمحن التي نزلت بها. وكان لعبادتها عليها السلام وخشوعها لله تعالى، وسمو روحه، وكثرة اطلاعه، أكبر الأثر فيمن حوله، كما كان له كذلك تأثير في كلامها فنظمت الشعر الرفيع، ومنه:
سهرت أعين ونامت عيون
لأمور تكون أو لا تكون
ان ربا كفاك ما كان بالأمس
سيكفيك في غد ما يكون
فادرأ الهم ما استطعت
عن النفس فحملانك الهموم جنون

الزهد : 
كانت السيدة العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمه، فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبد الله بن جعفر، كما أعرضت عن الولد والحشم والخدم، فخرجت مع أخيها الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين، ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث، مؤثرة الآخرة على الدني،"والآخرة خير وأبقى".

الصبر: 
تحملت السيدة العقيلة الطاهرة عليها السلام ما تعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وابيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضة أمرها الى الله تعالى، راضية بقضائه وتدبيره، قائمة بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد اخوتها وأهل بيته، رابطة الجأش بايمانها الثابت وعقيدتها الراسخة، حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الامام الحسين سلام الله عليه وهو مقطع الأوصال:"اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان".

الشجاعة:
كانت قصة زينب عليها السلام ومسرحيتها على مسرح هذه الحياة تبدأ منذ أن قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام. ومنذ أن غرقت أرض كربلاء في الدماء الزكية من آل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. فمنذ تلك اللحظات الرهيبات ومن تلك الفترات المظلمات بدأت هذه السيدة العظيمة على مسرح تاريخ البطولات تسجل لنفسها تلك الصحائف البيض بمداد من النور. فلم تهب السلطة، ولم تخف السطوة، ولم تحذر القوة، ولم تقم لهم وزناً أبد، كما لم تحسب لهم أي حساب!! لانها رأت نفسها مع الحق والحقيقة، ولاحظتهم بأنهم مع الباطل.

البلاغة والفصاحة:
اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير، والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تخير اللفظ واصابة معناه واستواء في التقسيم وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدره وموافقة أواخره ببداءته، بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه، فيصير عذبا جزلا سهل، به رونق وحلاوة، يقبله الفهم الثاقب ولا يرده، ويستوعبه السمع الصائب ولا يمجه، فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهرة العقيلة عن ابيها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام. فقد كان عليه السلام معروفا بسيد الفصحاء وامام البلغاء، حتى لقد قيل عنه، كلامه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. هذه البلاغة العلوية والفصاحة الهاشمية، ورثتها السيدة الكريمة بشهادة العرب أنفسهم، وهم أهل البلاغة والفصاحة. وهكذا اصبحت تمتاز بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة،وخصالها الحميدة. ومفاخرها البارزة، وفضائلها الظاهرة عن نساء العالمين. ولا عجب؟ فانها هي من تلك الشجرة التي فرعها ثابت، وأصلها في السماء

من الأشعار المنسوبة لسيدتنا زينب عليها السلام


مما ينسب لسيدتنا زينب عليها السلام قولها: 

ماذا تقولون ان قال النبي لكم         ماذا صنعتم وانتم آخر الامم
باهل بيتي واولادي وتكرمتي        منهم اسارى ومنهم ضرجوا بدم
ماكان ذاك جزائي اذ نصحت لكم      ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي


كوني زينبية....لاتستسلمي لما أصابك


                                  كوني زينبية....لاتستسلمي لما أصابك


لامثل اعلى في عالم النساء عبر التاريخ من نساء اهل البيت ولا بيت اشرف واطهر وازكى واتقى وانقى من بيتهن الذي اختاره الله منزلا لوحيه ومأواً لدينه وحفظا لشريعته ومهبطا لملائكته فاذهب عنه الرجس وطهره تطهيرا.


 ومثلما حمل اهل البيت _ من الرجال _ مشاعل الهداية للناس ابتداء من جدهم خاتم النبيين وحبيب اله العالمين الرسول الكريم محمد منقذ البشرية من الضلال ومرشدهم الى الهداية والصلاح، الى اخيه ووصيه وباب مدينة علمه امير المؤمنين الى الائمة الهداة من ولده وانتهاء بالقائم المهدي الذي يملأ الارض قسطا وعدلا، فقد اضطلعن نساء اهل البيت الطاهرات بادوار جسيمة في الدفاع عن الاسلام بحكم معاصرتهن للاحداث الكبرى التي واجهها الاسلام والمخاطر التي تعرض لها منذ ان اشرق نوره على ارجاء المعمورة.



فبالإضافة الأدوار العظيمة التي قامتا بها سيدتنا خديجة وفاطمة عليهن السلام في نصرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله ونصرة سيدنا علي عليه السلام, فهناك أيضا الدور العظيم الذي قامت به سليلة الوحي وربيبة النبوة وعقيلة الامامة السيدة الطاهرة الحوراء زينب بنت علي بن ابي طالب وعمة الائمة المعصومين من ذرية الحسين في رحلتها مع سيد الشهداء من المدينة المنورة الى كربلاء، ثم مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ومنها الى الشام، ثم رجوعها الى المدينة.
 وقد ضربت الحوراء زينب في كل ذلك اعلى مثال للصبر واليقين والثبات والعقيدة عندما نظرت الى اخوتها واهل بيتها وصحبهم وقد مزقتهم السيوف والرماح فتقدمت نحو جسد اخيها الامام الحسين في واقعة الطف ووقفت عنده ثم نظرت الى السماء وقالت ..((اللهم تقبل منا هذا القربان ))
أي معدن هذا غير معدن النبوة واي عظمة هذه غير عظمة الانبياء.

ان ماشاهدته السيدة زينب في حياتها من المحن والمصائب والآلام والاحزان يفوق الوصف ومن يطلع على سيرة حياتها يجد انها سلسلة من حلقات متصلة من الارزاء فقد شاهدت وهي صغيرة السن وفاة جدها رسول الله وتاثيرها على المسلمين عامة وعلى اهل البيت خاصة . ويصف امير المؤمنين ما نزل على اهل البيت من فقد رسول الله فيقول (نزل بي من وفاة رسول الله مالم اكن اظن ان الجبال لو حملته عنوة كانت تنهض به) و كان من الطبيعي ان ينزل باهل البيت هذا المصاب الجلل فاي فقيد هو (ص) اضافة الى ذلك فقد بكى (ص)عليهم  مرارا وتكرارا حتى اخر ساعة من حياته الشريفة ولما سئل عن ذلك قال (ابكي لذريتي وما تصنع بهم شرار امتي من بعدي) فشاهدت زينب ما جرى على امها وابيها من اغتصاب حقهما ومنعهما ارثهما الى غير ذلك من المصائب التي يقطع القلوب ذكرها، وشاهدت امها وهي تبكي عند سارية المسجد وهي تخاطب  ابيها رسول الله:
قد كان بعدك انباء وهنبثة             لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها          واختل قومك فاشهدهم ولاتغب
ولم تندمل جراح السيدة زينب لفقدانها جدها حتى فقدت امها فاطمة الزهراء فتجددت احزانها ثم شاهدت قتل ابيها امير المؤمنين واثر ضربة اللعين ابن ملجم على راسه الشريف وسريان السم في جسده الطاهر ودموعه تفيض على وجهه وهو ينظر اليها والى اخويها الحسنين، كما شاهدت اخاها الإمام الحسن وهو يتلوى من اثر السم ثم ما جرى على دفنه من احداث.. ثم.. ماجرى في كربلاء

لايستطيع القلم ان يصف سيرة بطلة كربلاء فرغم ماكتب المؤرخون والكتاب والشعراء وما اشاد الخطباء من على المنابر في فضلها وصبرها وثباتها وعظمتها الا ان كل ذلك قليل في كثير من حقها لقد جسدت السيدة الحوراء في كربلاء صفات اهل البيت فجسدت عظمة جدها وبلاغة امها  الزهراء وشجاعة ابيها المرتضى وصبر اخيها الحسن واباء الحسين لقد جسدت في موقف واحد كل هذه الصفات العظيمة فما هو هذا الموقف؟
انتهت المعركة.. اخوتها وبنوها واهل بيتها وصحبهم اجسادهم ممزقة بالسيوف والرماح وبدون رؤوس.. الارامل والثكالى من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الاطفال من الذعر والعطش.. جيش العدو يحيط بها من كل جانب وقد احرق خيامها فماذا صنعت؟ هل انهزمت امام هذه النكبات؟ او استسلمت لهذه الارزاء؟ كلا
لقد وقفت بين يدي ربها للصلاة.. لقد كانت صلاتها هذه امتدادا لصلاة جدها رسول الله في المسجد الحرام والمشركون من حوله يرشقونه بالحجارة وهو ساجد لله تعالى وصلاة ابيها امير المؤمنين في صفين في قلب المعركة وصلاة اخيها في كربلاء والسهام تنهال عليه.. فكل هذه المصائب والمحن لم تزدها الا ثقة وايمانا بالله تعالى.

ان من يتامل في خطب السيدة زينب التي القتها في الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد وما لاقت هذه الخطب من صدى في مجتمع الكوفة وما احدثت من وقع في مجالس الظالمين ليجد المغزى في خروج السيدة زينب مع اخيها الحسين، ويجد كذلك انها جزء من ثورة الحسين ضد الظلم والطغيان الاموي فمثلما رفع الامام الحسين سيفه في ساحة الحرب بوجه الغطرسة الاموية.
 فقد قاتلت الحوراء زينب في ساحة الكلام بمنطقها الذي شابه منطق ابيها سيد البلغاء والمتكلمين فزلزلت به عروش الامويين وفضحت جرائمهم ثم راحت تبث الدعوة لاهل البيت وتنشر فضائلهم ومناقبهم وذكر مثالب بني امية وابن آكلة الاكباد اللعين من خلال خطبها التي كانت في قمة البلاغة ومنتهى الفصاحة فاحدثت ضجة في مجلس يزيد وابن زياد وراح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي هم عليه..
مااعظمك ياسيدتي يازينب العقيلة ياابنة امير المؤمنين فانت قبس من نوره وسر من اسراره ووريثة علمه وخلقه وشرفه ومجده.




وقد شهدت لها الكوفة ومجلسي ابن زياد ويزيد بتلك الخطب البليغة التي زلزلت عروش الظالمين وفضحت جرائم الأمويين فكانت خير مكمل لثورة اخيها سيد الشهداء.

الأربعاء، 20 أبريل 2011


ولِّيتُ وجهى شطرَ قبلةِ الورى
ومن بها تشـرفتْ أُمُ القـرى
قطبُ محيـطِ عـالمِ الوجـودِ
في قوسيِ النـزولِ والصـعودِ
ففي النـزولِ كعبـةُ الرزايـا
وفي الصـعودِ قبـلةُ البرايـا
بل هيَ بـابُ حطـةِ الخطايـا
ومـوْئـلُ الهباتِ والعطـايـا
أمُ الكتابِ في جـوامـعِ العـلا
أمُ المصـابِ في مجامعِ البـلا
رضيـعةُ الوحىِ شقيقةُ الهـدى
ربيـبةُ الفضـلِ حليفةُ النـدى
ربـةُ خدرِ القـدسِ والطـهارة
في الصونِ والعفافِ والخـفارةِ
فإنـها تـمثـلُ الكنـزَ الخـفي
بالسـترِ والحيـاءِ والتعـفـُّفِ
تمثِّـلُ الغيـبَ المصونَ ذاتـها
تعـربُ عنْ صـفاتِهِ صـفاتها


فحقاً شهد لها سيد الساجدين والعابدين: (عمّة.. أنت بحمد الله عالمة غير مُعلَمة، وفاهمة غير مُفهَمة)